يتوجّس المسؤولون اللبنانيّون والفلسطينيّون وعلى كافة مستوياتهم مخاوف القلق، من تداعيات انعقاد اولى جلسات "صفقة القرن" الاميركية في المنامة (البحرين) يومي 25 و26 حزيران الجاري، تحت مسمّى ورشة "السلام من أجل الازدهار"، رغم المؤشرات الاوليّة التي ظهرت بامكانيّة تأجيل الاعلان الرسمي لبعض الوقت نتيجة الخلافات الاسرائيليّة واعادة الانتخابات.
وتشكّل القرارات الاميركيّة المتدحرجة للرئيس الاميركي دونالد ترامب منذ تولّيه الرئاسة ضدّ القضية الفلسطينية خطوات تمهيدية لفرض "صفقة القرن"، بدءا من الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل السفارة اليها، وتقليص ثم وقف المساعدات لوكالة "الأونروا"، ثم للسلطة الفلسطينية وصولا الى إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينيّة في واشنطن وطرد السفير الفلسطيني حسام زملط وعائلته، بينما اعلنت القيادة الفلسطينيّة برئاسة الرئيس محمود عباس "ابومازن" رفضها المطلق لها أو حتى المشاركة في ورشة البحرين، لان المطروح تصفية القضية الفلسطينيّة والتخلّي عن القدس وشطب حقّ العودة، وهؤلاء من التوابث الوطنيّة التي لا يمكن التنازل عنها.
وتخشى مصادر فلسطينية عبر "النشرة"، سعي الادارة الاميركية للعب على أعداد اللاجئين الفلسطينيين لفرض التوطين من جهة وانهاء وكالة "الاونروا" من جهة أخرى، وذلك عبر مسارين متوازيين: 1-سعيها لإنهاء وضعيّة "لاجئ" لملايين الفلسطينيين واعتبار ان اللاجئين هم الذين غادروا فقط فلسطين عام النكبة 1948، اما ابناءهم وأحفادهم وما يليهم من مواليد الدول التي ولدوا فيها، ومعظم هؤلاء قد توفوا وهم لا يتجاوزون في افضل الاحوال 50 الف لاجئ.
2-التناقض الحاصل في اعداد اللاجئين، خاصة في لبنان اذا تمّ استثناء الذين يحملون جوازات سفر أجنبيّة خلال مراحل اللجوء الفلسطيني من لبنان، الى السويد والدانمارك والمانيا وبلجيكا وكندا تحديدا وهم عدد غير قليل.
اخطاء الاونروا
وسط هذه الخشية، إستأثر الإحصاء السنوي الذي أصدرته وكالة "الاونروا" عن أعداد اللاجئين في الاقاليم الخمسة التي تعمل فيها حتى نيسان عام 2019، على إهتمام القوى الفلسطينيّة واللبنانيّة، حيث تبين أن عدد المسجلين في لبنان هو 533,885، فيما بلغت نسبة الزيادة في تعداد الاشخاص المسجلين خلال السنة الماضية 1.8% وهو عدد يفوق بكثير نتائج "التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينيّة في لبنان، الذي أجرته "لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني" بالشراكة مع إدارة الإحصاء المركزي اللبناني والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2017، والذي حسم بأنّ العدد الفعلي للاجئين الفلسطينيين في لبنان يبلغ 174.422 ألف شخص فقط.
واللافت، ان الاحصاء ميّز بين اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم والذي بلغ تعدادهم 475,075، بينما بلغ عدد اللاجئين أو اللاجئات المتزوجين أو المتزوجات من غير الفلسطينيين نحو 58,810، ليصل مجموع المسجلين 533,885، موزعين على 12 مخيّما، المسجلين فيها 270,614، نسبة الاشخاص المسجلين في المخيمات إلى تعداد الاشخاص المسجلين 50.7.
كما ان اللافت، انه جاء متضاربا في الأرقام التي أظهرها الاحصاء اللبناني الفلسطيني عام 2017، والذي اشار الى انّ العدد نحو 174000، وهو العدد الفعلي للمتواجدين والذين يعيشون في المخيمات والتجمّعات الفلسطينيّة في لبنان بشكل دائم، بينما احصاء "الاونروا" يحاكي كل المسجلين ولو كانوا في دول الاغتراب او اللجوء، وغالبيتهم يقوم بزيارة لبنان ولا يقيم فيه"، وسط مخاوف من شطب الذين يحملون الجنسيّات التي حصل عليها الفلسطينيّون ليبقى العدد يساوي ما اعلنته الدولة اللبنانية او اكثر بقليل، اذ استثنى الذين لم يشاركوا في الإحصاء لاسباب أمنيّة وهم من المطلوبين وتحديدا في مخيّم عين الحلوة.
وأورد احصاء "الاونروا"، ان عدد المدارس (ابتدائية، إعدادية، والثانوية) هو 66، عدد موظفي التعليم 2.134، نسبة الاناث من موظفي التعليم 57.9، عدد التلاميذ 36.775، نسبة التلميذات الاناث 45.4، تكلفة التلميذ الواحد في المرحلة الابتدائية (بالدولار الاميركي 2017-2016 هو 1,015.97، عدد مراكز التدريب المهني والفني 1، عدد الطلبة في مراكز التدريب المهني والفني 983، عدد مرافق الرعاية الصحية الاولية 27 عدد موظفي الصحة 355 نسبة الاناث من موظفي الصحة 49.6، مرافق رعاية صحّية أوليّة تقدم خدمات صحة الاسنان (بما فيها الوحدات المتنقلة) 19، مجموع الزيارات السنوية للنساء الحوامل 34.000، مجموع الزيارات السنوية للنساء الحوامل في فترة ما قبل الوالدة 4,109، مجموع الزيارات السنوية لمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم 30.100، مجموع زيارات المرضى السنوية 1.037.962، عدد حالات برنامج شبكة الامان الاجتماعي 61.672، نسبة حالات برنامج شبكة الامان الاجتماعي الى عدد اللاجئين المسجلين 11.8، عدد مراكز برامج المرأة 48، عدد مراكز التأهيل المجتمعي 1، صناديق تدار من قبل المجتمع 7، عدد موظفي الاغاثة والخدمات الاجتماعية 140، نسبة الاناث من موظفي الاغاثة والخدمات الاجتماعية 71.4، عدد خطط تحسين المخيمات التي تم إعدادها 442، عدد الوظائف التي تم استحداثها للاجئين جراء تداخلات البرنامج 192.7، إجمالي عدد منشآت الاونروا (المرافق) 212، عدد وظائف الموظفين المحليين 3,322، عدد وظائف الموظفين الدوليين 7.
احصائية الدولة
بينما جاءت نتائج "التعداد" الذي دام عاما وأطلق رسميا في 21 كانون الاول 2017 من السراي الحكومي، باحتفال أقيم برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري، وبحضور السفير الفلسطيني أشرف دبور، إن العدد بلغ نحو 174.422 شخصاً (78897 في المخيمات، 37652 التجمعات المحاذية للمخيمات 5787 في التجمعات الاخرى)، موزعين على 55473 عائلة. وبلغ متوسط حجم الأسرة 4 أفراد، وتصنف تلك الأسر 3707 الزوج فلسطيني لاجئ والزوجة لبنانيّة، 1219 الزوج لبناني والزوجة فلسطينيّة لاجئة.
وشملت عملية الإحصاء 12 مخيّما فلسطينيا، و156 تجمعا، ووصلت نسبة التغطية إلى 97.7% من الأسر المقيمة في النطاق الجغرافي للتعداد، أما نسبة التجاوب فقد بلغت 96.7%، وعدد الوحدات السكّانية التي طالها التعداد بلغت 22692 وحدة سكنية، 51.2% من مجمل هذه الوحدات موجود بالمخيّمات، مقابل 18.2% في التجمّعات المحاذية لها، والباقي في تجمعات أخرى"، وفي ما يتعلق بالتوزع الفلسطيني على المناطق الجغرافية، فقد جاءت النسب على الشكل التالي: في منطقة الشمال 25.1%، في منطقة بيروت 13.4%، في منطقة الشوف 7.1% في منطقة صيدا 35.8% في منطقة صور 14.7% في منطقة البقاع 4%، بينما بلغت نسبة البطالة العامة 18.4% وحسب الفئات العمرية (15-19) بلغت نسبة البطالة 43.7%، (20-29) بلغت 28.5%، (30-44) بلغت 11.2% و(45-64) بلغت 8.9% وبلغت نسبة الأمّية بالمخيمات 7.2، والقوة العاملة 51.393.